Sunday, August 05, 2007

تدوينتان عن المحمره

كتبت التدوينتين الاتيتين بشكل منفصل و في اوقات مختلفه .. الاولى لصاحبها ماشي الطريق قصر الله غربته و الثانيه لهيثم جارالقمر .. التدوينتات تتناولان موضوعا واحدا وهي المحمره حيث نشأ و ترعرع و تقابل الكاتبان
========================

-1-

أنا لحد دلوقتى معرفش ليه المنطقة اللى أنا ساكن فيها إسمها المحمرة , وعُمرى ما لقيت حد عارف سبب تسميتها

بس عادى يعنى زيها زى مناطق كتيرة فى إسكندرية و فى مصر كلها

على طول لما كان حد بيسألنى إنت ساكن فين أقوله فى سيدى بشر و لما كان حد من أصحابى اللى عارفين المنطقة يكون موجود , يقوله ده ساكن فى حتة إسمها المحمرة و ينفجر فى الضحك

و تلاقى الشخص التانى بيبصلى بمنتهى التخلف : إنت ساكن فى حتة إسمها المحمرة

و أرد أنا بمنتهى الملل لأنى سمعت السؤال ده مية مرة : أيوة إسمها المحمرة

و كالعادة يرد الشخص بنفس الأجابة : المحمرة ولا المقلية هاهاها ولا المشوية أحسن هاهاها

لو الشخص ده أعرفه إلا حدً ما أو لو شخص رذيل ما بترددش إنى أرد عليه الرد الأبيح بتاع كل مرة لما حد يرد بالأجابة دى عليا

.....................................................................................

البيت اللى ساكن فيه مُحاط بأربع بيوت , تلات بيوت منهم يسكنهم مسيحين

كنيسة شرق المدينة اللى حصل فيها الأحداث بتاعت السنة اللى فاتت تعتبر أقرب كنيسة للمحمرة

أنا فاكر اليوم اللى حصلت فيه الأحداث ده كنا واقفين أنا و أصحابى من المنطقة بعد الصلاة وجه واحد صاحبنا يقولنا إن بيقولوا إنه سمع إن فيه واحد إقتحم الكنيسة وفيه أحداث عنف وكده , أنا فاكر إننا مخدناش كلامه ساعتها على محمل الجدية

إحنا على طول متعودين نقف أنا و أصدقاء الطفولة (عيال الشارع) زى ما بنقول بعد صلاة الجمعة , بنقف مسلمين و مسيحيين , الكل بيبقى عارف إن ده الميعاد اللى ممكن تشوف فيه أكبر عدد من الرفقة القديمة

عادى جداً إنى أشوف مينا أو مايكل أو أى حد من أصحابى المسيحيين نقف نتكلم شوية و بعد كده نتفق إننا نتقابل يوم الجمعة بعد الصلاة

مع كل أحداث العنف الطائفى اللى كانت بتحصل فى إسكندرية عُمرى أبداً ما حسيت بأى توتر فى العلاقة بين المسلمين و المسيحيين فى المحمرة

أمير اللى فى شارعنا واحد من أعز أصحابى ياما دخلت بيته و ياما دخل بيتى و ياما أكلنا عند بعض وياما ضربنى و أمى تقولى ماتجيش جنبه علشان أمير كان عنده القلب

أنا فاكر زمان وحتى لحد دلوقتى فى بعض الأحيان إننا كنا بنسهر مع بعض فى ليالى الوقفة وبننزل فى الأعياد مع بعض مسلمين و مسييحين

....................................................................................................................................

أنا فاكر اليوم اللى شارعنا إتسفلت فيه كويس أوى , فاكر منظرى أنا و عيال الشارع واقفين بنتفرج و الأسئلة اللى كانت فى دماغنا وقتها , عن طبيعة شارعنا بعد السفلتة

الناس كلها كانت متفقة إن لعب الكورة حيكون أحلى على الأسفلت لأننا كنا بنستمتع جداً لما نروح نلعب فى أرض الوحش , الأرض الوحيدة المتسفلتة فى المحمرة فى الوقت ده

ده برضه ماكانش يمنع إن البعض كان مُتبرم من وقعات الأسفلت المؤلمة , و فى نفس الوقت كان الناس الخبرة من عيال الشارع بيأكدوا على مساؤى الأسفلت على بعض الألعاب زى البيل لأن البيل حتجرى بسرعة على الأسفلت وزى النحل لأن الأسفلت بيخلى سن النحلة يدخل بسرعة , فى نفس الوقت كان البعض بيأكد إن فرقة بياضة مش حيكون ليهم حجة بعد كده فى إنهم ييجوا يلاعبونا على أرضنا زى ماحنا بنروح نلاعب على أرضهم

محدش فينا كان بيفكر فى أى فايدة لأسفلتة الشارع , تفكيرها ساعتها كان منطقى تماماً وخالى من الفذلكة , إحنا عايزين نلعب و بس

فى وقتنا الحالى ومع كل تجمع لعيال شارعنا بتلاقى الكل نسى تمام حياته الحالية وكله إبتدى يفتكر أيام زمان

فاكر مش عارف مين لما عمل أيه وتلاقى الكل حافظ الحكاية بس معندوش مانع إنه يسمعها تانى

الكل بيكون ساعتها عايز يهرب من دوشة الدنيا و يرجع لأيامه الحلوة

.....................................................................................................................................

بيتنا يبعد عن البحر حوالى عشر دقايق مشى , أُمى بتقولى إنهم زمان كانوا بيشوفوا البحر من البلكونة

بيتنا واحد من أقدم البيوت فى المنطقة , موجود من سنة سبعين كان فيه يادوب عمارة أم بٌشرى و فيلا الظابط هما اللى موجودين حوالينا

المحمرة كانت منطقة هادية و أغلبها بيوت لا يتجاوز أرتفاعها الخمس أدوار بالكتير أوى

أنا فاكر لما عمارة عابدين (مش فاكر عدد أدوارها بالظبط بس لايزيد عن إتناشر دور) إتبنت و نظرة الأنبهار اللى كانت بتتعامل بيه ونظرة الأحترام و التقدير للعمارة اللى فيها أسانسير دى الكلام ده كان فى بداية التسعينات

المحمرة فضلت هادية عُمرانياً و بشرياً , والناس خلاص كانت جميعها ووشوها مألوفة

لحد ما المحجوب مسك الأسكندرية و أطلق يد المقاولين

أكتر من سبعين فى المية بدون مبالغة من المبانى فى منطقتنا تم هدها و طلعت عشر أدوار و أكتر بدون أى أعتبار لأى قانون ولا أى حاجة

المبانى الجديدة جه معاها سُكان جدد ونظراً لأن أسعار الشقق فى المنطقة تعتير معقولة بالنسبة للأسعار الشقق فى إسكندرية فكانت بداية مرحلة سيئة فى تاريخ المحمرة

و عملية البُنا شغالة على قدم و ساق كان محور من محاور كلامنا أنا و عيال الشارع عن طبيعة السكان الجدد اللى حيغزوا المنطقة , فاكر ساعتها واحد صاحبى قالى عُمر أبداً ما حييجى ساكن جديد و يبقى كويس بالنسبة للسكان الأصليين وخصوصاً فى منطقة متماسكة إلى حد كبير زى منطقتنا

كلامه كان صحيح بنسبة كبيرة أصلاً الفكرة كانت بتبان فى حاجات بسيطة جداً زى إنك تمشى فى الشوارع فى منطقتنا و تحس إنك شايف وشوش كتير غريبة , الأحساس ماكانش مريح بالنسبة لكائن زى إتعود على مدار خمسة و عشرين سنة إنه يشوف نفس الوشوش و يحفظها على كترتها , الشعور الجميل إنك تعدى فى شارع يبعد أكتر من تلات أو أربع شوارع عن بيتكم ويكون ليك أصحاب هناك وتكون عارف أهل الشارع و عارفينك

أنا فاكر أيامها كانت كلمة عزال بتتردد بكترة فى أى كلام بين أهل المحمرة الأصليين , الناس كان عندها إحساس بأن المنطقة لمت جامد زى ما بيقولوا , المنطقة إبتدى يزداد فيها العراك , العمارات الجديدة طلعت بمشاكلها

على سبيل المثال العمارة اللى قدامنا اللى إتبنت مكان فيلا الظابط صاحب العمارة كان بيبيع الشقة لأكتر من ساكن و أخد الفلوس و هرب , تجارة الحشيش ظهرت فى منطقتنا بشكل ملحوظ

المحمرة السنتين اللى فاتوا إبتدت تستعيد توازنها بعدما أهل المنطقة إبتدوا يتعودوا على بعض و أمور الحياة إستقرت بنسبة كبيرة , تجارة الحشيش إنتهت تقريباً , المحمرة مارجعتش زى زمان بس إنشاء الله حترجع

أنا عُمرى ماكن بييجى فى بالى إنى أسكن فى حتة تانية غير المحمرة فى إسكندرية , أكيد فيه مناطق أحلى و أجمل و أنضف من المحمرة بس الأرتباط مع المكان حاجة مقدرتش أحس بيها فعلاً إلا لما سافرت

السبع سلمات اللى قدام باب شقتنا و بعد كده القلبة و الأربع سلمات و بعد كده القلبة و بعد كده السبع سلمات الأقى نفسى قدام شقة إسلام وكالعادة الأقى القطة باعتهم برة الشقة وكالعادة أخبط عليهم علشان ياخدوا قطتهم يقولولى لا إحنا مطلعنها برة شوية علشان زهقتنا أكمل دورين تانيين و أنزل للشارع الأقى الشجرة اللى قدام بيتنا اللى جدى الله يرحمه زرعها , قدامى الأقى عمارة مايكل النسخة المحمرية من سمير غانم وعلى شمالى بزاوية دكان عم خميس اللى كل ما يشوفنى يوصل سلام كبير لوالدى ويعاتبنى إنى مبسألش على إبنه محمد واحد من أعز أصدقاء الطفولة.

ماشي الطريق

=======================================

-2-



تمتد المحمره جغرافيا بين شارع خليل حماده شرقا و شارع مسجد سيدي بشرغربا .. و بين شارع جمال عبد الناصر شمالا و حتى شريط قطار ابو قير جنوبا .. و بما ان كل هذه الشوارع مستقيمه عدا شارع مسجد سيدي بشر الذي يكون نصف دائره واصلا بين جمال عبد الناصر و شريط القطار .. فان شكل المحمره على الخريطه يشبه المربع الذي يعتبر احد جوانبه قطعا مكافئا او خطا منحنيا .. المهم في القصه هو ان هذا التقسيم صارخ و حاد و لا يقبل النقاش .. المناطق شمال المحمره تعتبر ضمن سيدي بشر بلا تحديد للاسم .. و عندما تعبر خالد ابن الوليد فهي في نطاق ميامي .. جنوب شريط القطار عالم اخر باسامي مختلفه .. شرق خليل حماده ميامي العامره حيث الماكدونالدز و وصايه و الاكاديميه و الطلبه العرب و الدعاره و السيارات البورش و الجاجوار و الشقق التي يتعدى اسعارها الربع مليون

..
وسط هذه المناطق الثريه الشماليه تعتبر المحمره منطقة فقيره شعبيه شبه عشوائيه .. و رغم انها بالنسبه لمناطق مجاوره جنوب شريط القطار و بعد النفق (كدار عيسيى و ارض الامريكان ) تعتبر جنه تخطيطيه و نظاميه و حضريه الا ان وجودها بجوار ميامي و خالد ابن الوليد يدفعها نسبيا الى قاع السلم الاجتماعي .. بعد عودتنا الظافره و اهلي من مملكة الرمال السعوديه طابت لنا المحمره سكنا .. كان جدي لأبي قد وضع يده على قطعة ارض بجوار فرن العيش البلدي .. بعد نزوحه من كرموز قلب الاسكندريه النابض .. بنى كعادة الناس قديما بيتا ليسكن بناته و اولاده و يزوجهم فيه ..في المحمره بدأ جدي البناء بالطوب الاحمر القديم المحروق من الطمي .. و تكون بيتنا الذي نعيش فيه الآن و الذي لاقى عدة اصلاحات و تعليات ضروريه .. يقع بيتنا على طرف المحمره يفصلبينه و بين خليل حماده عشرة امتار .. من قديما كان بيتنا يقع فعلا على شارع خليل حماده غير ان احد مليونيرات الانفتاح بني عماره ضخمه تفصل الشارع العظيم الى قسمين
.. و حجب عنا في القسم الغربي رؤية و الانضمام الى القسم الاكثر ثروه .. اعقب العماره الضخمه عدة عمارات على نفس الصف صنعت حاجزا قاسيا و نهائيا بيننا


..
اسم المحمره مجهول المصدر و المعنى و الهدف ... لا اعتقد ان اي من سكانها يعرف مصدر الاسم .. و لكن كالكثير من الاسماء في الاسكندريه لا معنى لها .. اعتبر المحمره الاصيله هي الواقع في محيط موقف اوتوبيسات النقل العام .. ارض الموقف كانت قديما ملكا لعائلة والدتي التي قطنت سيدي بشر المجاوره لقرنين .. المنطقه المحيطه بلموقف هي قلب المحمره و تحمل كل خصائصها الاصيله .. شارع مدرسة رمسيس و الازقه المتفرعه منه .. و انتهاء يفرن الراوي و ابوكريم بتاع الفول و بتاع العجل و المفاتيح و محل الاثاث الصغير حيث كانت تجلس الفتاه ذات الجيبه القصيره و التي تجعل المار يتوقف بالضروره لاستراق النظر .. الاماكن في المحمره كثيره لكني ساذكر بالتفصيل عدة اماكن اخترتها هنا للحديث عن روح المحمره
..
1- متى بتاع السمك : متى بتاع السمك كما هو ظاهر من الاسم رجل مسيحي يبيع السمك .. في الحقيقه متى لم يكن يبيع السمك بل يشويه للزبائن مقابل مبلغ زهيد من المال .. الجميل ان نشاط متى لم يكن يقتصر فقط على السمك بل على الثقافه ايضا .. متى كان يمارس تبديل القصص القصيلره المعروفه بروايات مصريه للجيب .. كان متى علامه فارقه في حبي للقراءه و تنمية اللغه .. كان النظام هو ان تقرأ كتابا و تنهيه قبل موعد محدد ثم تعيده الى متى الذي يقبل ان تبادله بكتاب اخر مقابل عشرة قروش او اقل .. متى اتاح لي شخصيا كنزا من روايات ادهم صبري و ميكي و بطوط و غيرهم .. العجيب ان متى كان يدس وسط كتبه كتبا ذات توجه مسيحي .. اتذكر يوما وقوعي على كتاب عن القديسين انبتني امي لشراءه و امرتني بارجاعه فورا .. متى ايضا كان يضع كتبا صفراء جنسيه و كتبا عن نبوءات نسترداموس و غيرها من الخزعبلات المدنيه .. اليوم امر على متى فاجده كما هو .. لم يتغير منذ خمسة عشر عاما .. يذكرني بالعظيم فاروق فلوكس .. ذقنه نابته و عرقان ليلا و نهارا صيفا و شتاء زز نسيت ان اقول ان متى كان يملك بجوار محل شوي السمك مكانا لبيع الخضروات .. الآن اصبح المحل جزءا من عماره جديده .. لكن متى باق متى بقت المحمره .. فلتتقدس روح متى
..
2- فرن ام حسن : فرن ام حسن علامه مميزه في المحمره .. فرن ام حسن يقع في شارعي و على بعد 4 بنايات من منزلي .. فكرة فرن ام حسن انه تقريبا الوحيد في المنطقه باسرها الذي ينتج العيش البلدي الفاخر المدعم بامانه و من السابعه صباحا حتى الثانيه ظهرا كل يوم بلا انقطاع .. هناك افران ثانويه يلجأ لها سكان المنطقه ساعة انقطاع انتاج ام حسن .. لكنها سيئة الجوده للغايه
.. احتفل الفرن مؤخرا بمرور 30 عاما على افتتاحه لا غرو ان عمره و تاريخه من عمر المحمره و تاريخها .. و لأن الفرن حيوي و مهم فلا بد ان تلاحظ فيه ظاهرة الشراعات .. و الشراع بالمصريه الدارجه هو جزء من قفص خشبي يتم فرد و تحويله الى لوح خشبي مفرغ لحمل ارغفة العيش عليه .. الشراع هو علامة البواب الذي يشتري بخمسين جنيه عيش مثلا لاجل عماره او عدة عمائر .. الشراع هو كابوس صاحب الفرن و الزبون على السواء ... و كعادة اي شيء في مصر فالفهلوه هي الاساس .. في الايام العصيبه او الشتويه تجد البوابيت ينامون على رصيف شارعنا مستندين الى شراعاتهم منتظرين افتتاح الفرن .. ايام هوجة الدقيق الابض و نقصه في اواخر التسعينات اتذكر مظاهره غاضبه في الشارع كان سببها ان البوابيت اجتمعوا ليلا ليناموا بجوار الفرن البلدي انتظارا لافتتاحه .. و كعادة افلام الكارتون كان من الطبيعي ان تجد بوابا صعيديا يتخانق مع الاخر بسبب انه اتي قبله من ليلتين .. كان الوضع مأساويا .. زاد مأساويته ان المواطنين اتهموا بيسو مدير الفرن و ابن ام حسن بانه يسرق من الدقيق المدعم و يبيعه للمتاجر بضعف الثمن .. كعادة كل شيء في مصر ايضا فللفرن منفذين للبيع واحد للرجال و الاخر للنساء لمنع الاحتكاك .. امي كانت تبعثني في مشاوير بطوليه لشراء العيش من الفرن وقت كنت صغيرا .. كانت الفكره هي اني طفل يمكنه بسهوله الوقوف في طابور الستات الاقل ازدحاما دون شبهة مضايقة لهن .. كان للعيش حقيبة بها العديد من الثقوب ذات مقبضين بلاستيكيين للحمايه من الحراره .. للحقيبه تكنيك معين عند شراء العيش تعلمته بعد عدة حروق في يدي من جراء الشراء .. عامة اخر مره شتريت فيها عيش من فرن ام حسن كنت في مرحلتي الثانويه و كان طابور العيش سريعا جدا يومها لكني قررت الا افعل هذا مرة اخرى .. الان اطفال الشارع الاصغر في السن هم من يشترون لنا العيش كجزء من الحلقه المستمره في التعاون بين الاجيال و بناء جيل قادر على تحمل المسئوليه
..
3- مدرسة رمسيس و ضواحيها : اما عن مدرسة رمسيس فحدث و لا حرج .. قرر الوالد في لحظة صفاء ان يشتري محلا يمارس فيه التجاره و عشرة اعشار الرزق في التجاره .. كان الدكان يقع امام مدرسة رمسيس رأسا .. و مدرسة رمسيس هي مدرسه خاصه ابتدائي و اعدادي و ثانوي .. كان محلنا لبيع ادوات النظافه : صابون كلور صابون سائل ادوات نظاه مختلفه و فوط صحيه و بارفانات و اللذ ي منه .. كنا نستخدم فتيات يقمن بالبيع و لكن ابي لم يكن ليأمن لاي فتاة على امواله فطلب مني و اخي بصفتنا اصحب المال بان نجلس على المكتب لنباشر الحسابات و نخلي عنينا في وسط راسنا .. كان هذا في رأيه تدريبا جيدا على الحيايبات و احتكاكا بالسوق و تربيه جيده في مدرسة الحياه .. كان هذا في الواقع قتلا لنشاطات اطفال في اوائل المرحله الاعداديه .. اتذكر قضائي لساعات طوال من الثانيه ظهرا حتى الثانية عشر ليلا في نفس المكان جالسا اراقب الرائح و الجاي .. لم يخل الموضوع من فوائد فحدثت احتكاكاتي الجنسيه الاولى مع الفتيات العاملات في المحل في سن مبكره .. و اذكر ان اكثر من 20 فتاة عملوا كبائعات في المحل في مدة لا تزيد عن 3 سنوات وهو معدل جيد .. كان منهم مثلا فتاتين تعملان قطعا في الدعاره و لم يكوان يمانعا تعريفي على المستجد في عالم الرذيله .. طبعا كان مصير كلا منهما الطرد البشع عند اكتشاف امرهما .. كانت فترة السخره في الدكان فرصة اخرى كي اتعرف على عالم الصنايعيه العجيب .. بجوار المحل كنت قد كونت صداقه عميقه مع احمد صاحب محل السمك و محمود الكهربائي و محمد كلفه الخياط .. طبعا كانت علاقاتي بمحمود رمضان صاحب تلاجة الجبنه محدوده و في اطار الجيره .. محمود مره مر بي و انا استمع في التسجيل الى محمد منير يغني من اول لمسه و طلب مني بالحاح ان يقترض الشريط لايام .. لكنه اعاده و قد سجل عليه اغنيه للفنان حلمي عبد الباقي من حفلة ليالي التليفزيون .. كانت ميزة الدكان ايضا انه منحني فرصه لان اكون جارا لصاحب نصبة الجرائد فوق محطة قطار سيدي بشر ما ضمن لي شراء كل جديد من الكتب و قراءته خلال الفتره الممله القاتله .. اذكر يوما كنت اجلس في المحل عند المغرب اقرأ في كتاب جلال امين ماذا حدث للمصريين اول صدوره .. عندما سمعت تكسيرا و دمارا و صراخا .. شباب ملتحي بجلاليب قصيره يحطمون محل الاتاري المجاور لي .. و يحطمون زجاج السنترال و يسرقون جهاز الكمبيوتر و عدد التليفونات .. المحلان كانا لاشخاص مسيحيين .. كانت فرصه جيده لغلق باب الدكان من الداخل و الانفراد بالفتاه التي عرضت خدماتها لطمأنتي
..

4- مدرسة السلام و علي بن ابي طالب .. مع ان المدرستين يقعان جغرافيا في ميامي الا انهما في وجداني يرتبطان بالمحمره .. مدرسة السلام كانت عدوة علي بن ابي طالب التقليديه .. كنت انا طالبا في علي ابن ابي طالب المتفوقه التي تلتزم بمجموع معين في الابتدائيه كشرط للقبول بها .. كانت الخناقات الدمويه تنبع اساسا من حقيقة ان مدرستنا مشتركه تضم بناتا و اولادا في فترتين منفصلتين .. و كان اولاد مدرستنا يعتبرون البنات ضمن نطاق حمايتهم فكانت تنشب معارك طاحنه عند اي محاولة معاكسه .. تعرفت في علي بن ابي طالب على اصدقاء مازلت على علاقة بهم .. منطقة المحمره و ميامي و دار عيسى و سيدي بشر بوجه عام تضم بالنظر الى مساحتها اكبر كثافه سكانيه من المدونين في مصر .. اعرف مالا يقل عن 30 مدونا يعيشون في رقعه جغرافيه لا تزيد عن كيلو متر واحد بلا اي مبالغه .. يرجع هذا في الحقيقه الى عوامل اهمها ان ميامي و سيدي بشر تضم اكبر نسبه من مقاهي الانترنت قد توجد في اي مكان .. اذكر اننا كنا نتنقل بين مقهى و الاخر في اوائل الالفيه عندما نجد الاتصال ضعيفا او المكان مزدحما .. كانت المسافه بين مقهى انترنت و الاخر - و لا زالت - مثل المسافه بين سنترال و الاخر الان .. نملى هذا حسا تكنولوجيا رفيعا بين اطفال المحمره يتمثل الان في عشرات غرز لعب البلايستيشن و العاب النتوورك و غيرها .. نعود لعلي بن ابي طالب التي كانت تقع فوق مصنع هريسه كانت رائحتها تصيبنا يوميا بالجوع الشديد فنلتهم ساندويتشاتنا في الحصه الاولى .. و ننسف كل مايحتويه كانتين المدرسه الفقير .. في علي بن ابي طالب قابلت مدرسا حبب لي اللغه العربيه و اخرا كرهني في الرياضه .. الى الان لا استطيع حساب 12 في 7 مثلا بدون ورقه و قلم .. بجوار المدرسه كانت ازقة المحمره تسعنا دوما لنلعب فيها الكره .. كانت الكره بلاستيكيه صغيره نشتريها من عصام الساحر بربع جنيه .. .. فرن مارينا الذي كان تستورد منه المدرسه بيتزا ثمنها جنيه لتبيعها بجنيه وربع مازال قائما شاهدا على عظمة المكان .. بيتزا مارينا ظلت مصدرا اساسيا للدخل في كانتين المدرسه حتى سرت اشاعه ان صاحب الفرن مسيحي - مع ان اسم الفرن مارينا و شيء كهذا معلوم بالضروره - فثارت المدرسه و قاطعت الفرن احتجاجا فادى هذا الى خسارة الطرفين المدرسه و الفرن و نحن ايضا
..
كفايه كده

جار القمر

Labels:

Posted by 4thH at 10:20 PM 24 comments